غرس القيم الدينية والتربوية وبناء الإنسان

[email protected]

المدونة

Screenshot 2023-05-27 075938

غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح

Screenshot 2023-05-27 075938

المدونه

Screenshot 2023-05-27 075938

غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح

Screenshot 2023-05-27 075938

تنتشر العديد من القيم الأخلاقية في المجتمعات وخاصة المجتمع الإسلامي والتي يجب غرسها داخل الأطفال لكي يصبحوا أشخاص أسوياء يمكن الاعتماد عليهم في المجتمع، وتتمثل في الصدق والأمانة والنظافة، الأمر قد يبدو سهلا ولكن في الحقيقة فهو أمر معقد مليء بالصعوبات والتحديات حتى يتم تنشئة الأشخاص بشكل جيد وإيجابي، وهناك أدوار كبيرة على العائلة والبيئة والمدرسة، وسوف نوضح في هذا المقال غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح الذي لديه دور كبير في المجتمع الإسلامي.

غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح

  • يتحدث المتخصصون في علم النفس أن بناء الإنسان الصالح عملية معقدة تبدأ منذ كان الطفل صغير، حيث يجب البدء في غرس القيم بداخله منذ طفولته حتى يصبح إنسان سوي يمكن الاعتماد عليه في المجتمع.
  • يجب أن يكون التعامل مع الأطفال في المنزل بدرجة كبيرة من الهدوء، وإيصال الرسالة الخاصة بالتربية بشكل سليم، ولا يتم استخدام أي وسيلة تخويف أو إكراه لأن ذلك يأتي بأمر عكسي على تربيته، ويتم ذلك بالعديد من القواعد.
  • كما أن المدرسة بما أنها البيت الثاني للطفل فهي مسؤولة عن تكوين الإنسان الصحيح ببعض الأساليب أيضا والطرق التي سوف نوضحها.
  • تعتبر القيم هي أهم الأمور التي تعتز بها الشعوب وتميزها عن غيرها، كما أنها دليل تقدم الدولة وحضارتها وثقافتها، كما قال الشاعر “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
  • من يتأمل في حالة الأمة في هذه الفترة يجد أن هناك ذوبان للقيم والأخلاق، حيث تم استيراد بعض القيم من المجتمعات الغربية، مما جعل العرب والمسلمين ينسون الفضائل التي تربوا عليها، وأصبحوا منفتحين على ما يحدث في العالم الغربي وابتعدوا عن دينهم.
  • وهناك البعض يعيشون في حيرة حاليا بين الأخذ بالقيم التي تربوا عليها أو الأخذ بالقيم المستحدثة عليهم من الدول الغربية، مما يسبب توتر واضطراب في المشاعر الوجدانية لهم.
  • لذلك يجب علينا حينها الاهتمام بغرس القيم للصغار، وأن تتحد جهودنا لصناعة إنسان سوي قادر على تقديم إضافة للمجتمع الإسلامي. 

خطوات غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح

غرس القيم وأثرها

هناك بعض الخطوات يتم من خلالها غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح منذ طفولته، ويجب أن تنطبق هذه الخطوات على الأسرة والمدرسة، وتتضح في التالي:

  • يتحدث الوالدان مع الطفل عن طبيعة الحياة التي عاشها عندما كانوا صغارا، مما يخلق جو من النقاش بينهم يؤدي إلى نتائج جيدة.
  • يجب على الوالدين تقديم قدوة حسنة لأطفالهم لأن الأبناء يقلدون الآباء في كل أمر يقومون به، وهذه هي أول دروس القيم، حيث من اللازم على الآباء عدم قول شيء وفعل العكس.
  • استغلال أي وقت فراغ لعمل بعض الأنشطة اليومية الخاصة بالأطفال، وكذلك قراءة الكتب والروايات لهم التي تمكنهم من تعلم القيم المرغوب في غرسها بداخلهم.
  • تشجيع الأطفال على خوض عدد من التحديات التي تزرع بداخله بعض القيم منها زراعة الحديقة معه، وعدم تقطيع الورود والمحافظة على الزرع.
  • عدم دفع النصيحة بشكل صريح، ويجب تقديمها بشكل تدريجي والمناقشة لأن الأطفال لا يحبون توجيه المعلومة بصيغة الأمر.
  • أما في المدرسة فيجب على المعلمين أن يقوموا باستخدام بعض الطرق الخاصة بصغار السن، والتي تؤدي إلى تحفيزهم من خلال تقديم بعض الهدايا والمدح بشكل كبير.
  • عمل جداول خاصة بالطلاب تتضمن بعض البرامج الخاصة بالمحافظة على النظافة الشخصية، ونظافة المكان والصلاة في موعدها والكثير من القيم الجيدة ويمكن وضع علامة صح في الجدول أمام الطالب الذي يقوم بالمواظبة على الصلاة أو إلقاء التحية أو الابتعاد عن الألفاظ الغير سوية، ويتم تكريم هؤلاء الطلاب من أجل تشجيعهم على هذه الصفات الحسنة. 
  • يمكن للمدرسة أن تكون لها تأثير كبير وواضح على نمو الأبناء بشكل وجداني وفكري وسلوكي وبدني وروحي عن طريق النظام بداخلها، وذلك لكل فريق العمل مثل المعلمين، وكذلك الأنشطة التي يتم وضعها للطلاب، والمحتوى الخاص بالمناهج الدراسية التي يتم توظيفها لتنمية شخصية الطفل بشكل جيد.

اقرأ المزيد عن: آداب الطعام والشراب للأطفال.

مفهوم غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح في الشرع الإسلامي

للقيم في الإسلام مفهوم خاص مليئ بالمواقف السوية والتي يقدمها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتتضح في التالي:

  • قال هشام بن عمار أنه وجد أبا عنبة الخولاني ذات يوم صلى القبلتين مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وسمعه يقول “لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته”، وهذا الحديث يعني أن الله عز وجل يقوي الدين ويدعمه برجال يقوم بنصرته.
  • وكان ابن المبارك رحمة الله عليه عندما يرى أطفال صغار أصحاب الأحاديث ومعهم محابرهم يقول أن هؤلاء هم غرس الدين.
  • يشمل غرس الدين كل شخص يقوم بدعوة الناس على إقامة الدين وتطبيق شرع الله وسنة نبيه الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ، وقال ابن القيم ذات يوم “أهل العلم والعمل هم غرس الدين، حيث إذا خلت الدنيا من عالم فقد خلت من غرس الدين”.

ما هي القيم التي حث عليها الإسلام في القرآن الكريم

هناك العديد من القيم التي يحث عليها الإسلام ويشملها القرآن الكريم في كل آية من آياته، حيث حث الإسلام على غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح، وتتضح في التالي:

  • حث الإسلام على الشورى: وجاء ذلك في قول الله تعالى في قرآنه الكريم ” والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون”، حيث دائما ما كان رسول الله يستشير أصحابه في كل أمور الإسلام، وكان الأمر شورى بينهم، ولم يكن يتخذ قرار دون العودة إلى مجلسهم لمناقشة الأمر بداخله.
  • حث الإسلام على التعاون: وجاء ذلك في قول الله عز وجل “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”، حيث أن قيمة التعاون متواجدة في الإسلام، وهي من أهم القيم التي يجب غرسها في الإنسان منذ طفولته، حيث يتم توجيه الطفل للتعاون مع زملائه في المدرسة حتى يستطيع أن يتعلم التعاون مع أصدقائه وأهله وزملائه في العمل عندما يكبر.
  • حث الإسلام على الأمانة: وجاء ذلك في قول الله تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون”، وتتضح قيمة الأمانة في الحفاظ على أموال الغير والمعاملة بين الناس والتي تنبت إنسان قادر على مراعاة غيره والحصول على ثقة الجميع بسبب أمانته.
  • حث الإسلام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وجاء ذلك في قول الله عز وجل “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”، حيث يعتبر هذا الأمر هو أحد أهم أسس نجاح الإسلام في مسيرته، حيث أن تعاليم الإسلام واضحة تشير إلى الأخلاق الحسنة التي يجب اتباعها من أجل نشأة سوية صحيحة للإنسان.
  • ويتضح من الأمور التي سبق ذكرها أن الإسلام متمثلا في القرآن الكريم يحرص كل الحرص على غرس القيم الأخلاقية السليمة في الإنسان منها الخير والفضائل من أجل نشأة إنسان يمتلك بكل الصفات السوية، حيث أن غرس القيم هو مفهوم أصيل في القرآن والسنة النبوية، وهي في الأساس مهمة الرسول وأنبياء الله جميعهم.

أهمية غرس القيم في حياة الأفراد

غرس القيم وأثرها
  • غرس القيم في الفرد يمكنه تكوين شخصية أفراد قوية تتسم بصفات جيدة، حيث تقوم بتهيئة بعض الاختيارات لهم تحدد سلوكهم أو يتم رؤية استجابتهم من خلالها. 
  • تعتمد القيم التي تم بنائها على الإيمان بتصرف الإنسان بشكل سوي، بينما القيم التي لم تبنى على الإيمان تظهر في تصرفها السيئ.
  • القيم في حياة الفرد لها دور كبير في رسم معالم الشخصية، ومثال على ذلك حينما قال عمير بن إسحاق “كان بلال إذا كان العذاب يشتد عليه يقول أحد أحد، وكانوا يحاولون تغيير ما يقوله فيرد عليهم أن لسانه لا ينطق إلا بذلك”.
  • القيم تعمل على إصلاح نفس الفرد وأخلاقه وتحجيم أي شهوات ومطامع بداخله حتى يستطيع التوجه إلى عمل الخير، ويظهر ذلك فيما فعله أبو بكر الصديق عندما قام شخص بالخوض في السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث تراجع عن قراره بعد نزول آية في القرآن في سورة النور، حيث قال الله عز وجل”وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم”.
  • حيث قال أبو بكر الصديق بعد نزول هذه الآية “والله إني لأحب على قلبي أن يغفر الله لي”، وهذا دليل على تسامح الشخص المسلم ويظهر ذلك أهمية القيم في حياة الأفراد.
  • تدفع القيم الأفراد إلى العمل بشكل جاد والبعد عن أي اضطراب في الشخصية، وجعلها شخصية سوية ومتناسقة، وجاء ذلك في قول رسول الله الكريم حيث قال “إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها”.
  • كما تثير القيم في نفس الأفراد المنافسة الحميدى لكي يكونوا سباقين للخير، مما يجعل لديهم حوافز وقيم راقية، وهو ما يعود على المجتمع بأكمله ويصلح من أحواله.

أهمية غرس القيم في المجتمع

أوضحنا أهمية القيم في حياة الأفراد، ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث أن القيم أيضا لديها دور كبير في حياة المجتمع والشعوب المتواجدة بداخله، ويتضح ذلك في المجتمع الإسلامي الذي يخضع لمعايير في التعامل وعلاقات مع الأشخاص الآخرين، وتعمل هذه المعايير من أجل تكوين عدد من القيم تظهر في الأفعال والأقوال، وتظهر أهمية القيم في المجتمع كالتالي:

  • مساعدة المجتمع في استطاعته أن يواجه أي تحديات وتغيرات تحدث، وذلك عن طريق اختيار الأمور الصحيحة التي تسهل الحياة على الأشخاص المتواجدين في المجتمع.
  • المحافظة على استقرار المجتمع وبقائه عن طريق المبادئ الثابتة التي تحث عليها هذه القيم.
  • ربط جميع أجزاء الثقافة مع بعضها البعض حتى تبدو بشكل متناسق يستطيع المحافظة على هوية المجتمع.
  • إضافة النزعة الإيمانية لجميع النظم الخاصة بالمجتمع، مما يجعل المجتمع ثابت ويصعب القضاء عليه أو زعزعته.
  • المساهمة في تقوية المجتمع، والقدرة على مواجهة أي تهديد خارجي.
  • وقاية المجتمع من أي نزاع وطمع من جانب الأفراد المتواجدين بداخله، والتي تساهم في ضرب وحدته والقضاء عليه بسهولة. 

اختلاف القيم في المجتمعات

  • يختلف مفهوم القيم باختلاف المجتمعات طبقا لسياسة هذا المجتمع والعقيدة السائدة بداخله، وكذلك طريقة المعيشة التي يعيشها المواطنون.
  • قيم المجتمعات الأجنبية تختلف عن قيمنا الإسلامية التي نشأنا وتربينا عليها، حيث أن قيم المجتمعات الغربية قابلة لعمليات التغيير والتعديل، ولكن قيم الإسلام لا تتغير مهما حدث من آثار ولكنها قد تتطور مع تطور المجتمع. 
  • قد تؤدي القيم التربوية المتواجدة في المجتمعات العربية إلى إعداد مواطن، ولكن ليس بالقدر الكافي التي تقدمه القيم التربوية المتواجدة في المجتمع الإسلامي.
  • قد تكون التربية في المجتمع الغربي تشير إلى أن تربية الجانب الإسلامي غير متقدمة وعدوانية، ولكن في الحقيقة أن ذلك لا يحدث أبدا.
  • المجتمع الإسلامي هو مجتمع يحترم جميع الأشخاص، ويهدف إلى بناء إنسان صالح بدون أي رغبة في السيطرة أو انغلاق على النفس 
  • كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم هو من قام بالتربية السليمة للأفراد في بداية الإسلام، واستطاع تحويل إيمانهم بالإسلام إلى عمل، وتمكن من تكوين أشخاص أسوياء، حيث كان يحس دايما على غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح.

أنواع القيم التي يجب غرسها في الأبناء لتكوين إنسان صالح

أنواع القيم للأطفال

هناك عدد من الأنواع الخاص بالقيم التي يجب غرسها في الطفل حتى يصبح إنسان صالح تابع للتوجيهات التي ذكرت في القرآن والأحاديث النبوية، وهذه القيم تتمثل في:

  • القيم الخلقية: وهي القيم التي تختص بشعور الإنسان بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وكذلك الالتزام بتعاليم الإسلام.
  • القيم الروحية: وهي القيم التي تختص بعلاقة الإنسان بالله عز وجل لتحديد صلته به، وهل هي قوية أم لا وكيف يتم تقويتها.
  • القيم الاجتماعية: وهي القيم التي تختص بعلاقة الإنسان بالمجتمع والأشخاص المتواجدين به سواء في الأسرة أو في المدرسة 
  • القيم العقلية: وهي القيم التي تختص بمعرفة الإنسان، وقدرته على التفكير والإبداع من أجل تحقيق رغباته في الحياة.
  • القيم المادية: وهي القيم التي تختص بالعنصر المادي الذي يساعد على التواجد في الحياة، والعيش بشكل كريم.
  • القيم الوجدانية: وهي القيم التي تختص بجوانب الانفعالات في الحياة سواء كره أو حب أو أي أمر يشبه ذلك.
  • القيم الجمالية: وهي القيم التي تختص بالذوق الجمالي في حياة الإنسان وقدرته على الإبداع.
  • كل هذه القيم التي تم ذكرها تترابط فيما بينها من أجل تنمية شخصية الإنسان السوية بشكل متزن ومثالي.

ما هي التدابير التي يتطلبها غرس القيم داخل الإنسان

  • هناك الكثير من التدابير غير بعيدة عن أي عاقل، حيث يمكن أن يقوم بها مثل إصلاح الأرض وحرثها وتخطيطها وتجهيز المياه اللازمة لها حتى تصبح جاهزة لعملية الغرس وإنتاج الثمار الطيبة.
  • عملية غرس القيم في نفوس الصغار هي عملية معقدة بشكل كبير لأنها لا تحتاج عمل فردي، ولكن تحتاج إلى اتحاد الكثير من المؤسسات الوطنية والتربوية والاجتماعية من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في النهاية، ويتضح ذلك في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
  • يجب على هذه المؤسسات لعب دورها بالكامل من أجل غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح، حيث يجب عليها معرفة جميع مسؤولياتها من أجل الوصول للهدف الأسمى.
  • الإنسان في الاصل ليس صفحة سوداء ممتلئة بالذنوب أو صفحة بيضاء بعيدة عن أي مشاكل، ولكن فطرة الإنسان هي الإسلام من بداية الخلق.
  • ولكن الإنسان بعد الاختلاط بالبيئة المحيطة تعرض للكثير من المؤثرات التي أثرت في شخصيته، مما جعله يبتعد عن القيم السوية التي نشأ وتربى عليها في الدين الاسلامي. 

أوضحنا في هذا المقال غرس القيم وأثرها في بناء الإنسان الصالح، كما تم توضيح جميع آثار القيم في حياة الفرد والمجتمع، وتمت المقارنة بين القيم في المجتمع الغربي والمجتمع الإسلامي الذي نعيش فيه، كما تم توضيح جميع القيم التي يجب غرسها في الأبناء حتى يصبحوا أشخاص أسوياء يساهمون في رقي المجتمع وتطوره، وهناك دور كبير على الأسرة والمدرسة والبيئة التي يعيش فيها الإنسان في تكوين الشخصية وجعل الفرد يتمتع بالقيم الحميدة.

شارك

الوسوم

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top