من أعظم أسس سعادة الإنسان أن يوفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه ويوفقه إلي العمل الصالح، وأعظم هذه الأعمال وأجلها هي الاستثمار الطيب في الأبناء، وتتساءل الكثير من الأمهات كيف أحبب طفلي الصغير في القرآن؟، حتى ينشأ عليه منذ الصغر وفي أي سن يمكن البدء معه.
تنشئة الأطفال على القرآن
تنشئة الطفل على القرآن في بيئة صالحة من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد من ربه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا مَاتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ“.
وحرص الآباء والأمهات على تعليم تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم في سن مبكرة دليل خير وبركة وبر ، وتربيتهم على ما ينفعهم وعلى القرب من الله وتأديبهم بأدب الشرع، أمانة في أعناق الوالدين.
أقوال السلف في تربية الأبناء على الدين
قد حرص السلف الصالح والصحابة الكرام على تربية أبنائهم تربية إسلامية وتأديبهم بشرع الله لعلمهم بعظيم هذا الأمر، ومن أقوال السلف في هذا الصدد:
- الإمام علي بن ابي طالب قال: “أدبوهم وعَلموهم“.
- وقال ابن عباس: “اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، ومُروا أهليكم بالذكر، ينجيكم الله من النار“.
- وقال قتادة: “يأمرهم بطاعة الله ، وينهاهم عن معصية الله ، وأن يقومَ عليهم بأمر الله ، ويأمرهم به ، ويساعدهم عليه ، فإذا رأيت لله معصية ، قَدعتهم عنها ، وزجرتهم عنها“.
- أما مجاهد فقال: “اتقوا الله ، وأوصوا أهليكم بتقوى الله“.
كيف أحبب طفلي الصغير في القرآن؟
تقول إحدى الأمهات لدي طفل عمره 5 أشهر، كيف أعوده على القرآن وأحببه فيه وفي أي سن يمكن أن يبدأ في حفظ القرآن؟
نقول جزاك الله خيرا على حرصك على جعل قلب صغيرك عامر بالقرآن والإيمان، والقرآن ليس له سن معين، فمن الممكن أن نبدأ مع الطفل وهو جنين قبل أن يولد.
فسماع الأم الحامل للقرآن يؤثر على جنينها ويتأثر به ويرتبط بهذا الصوت ويكون حفظه أسرع من غيره.
كما يمكن أيضًا تشغيل القرآن بصوت أحد القراء المتقنين كالشيخ الحصري وترديده على مسامع الطفل.
كذلك قراءة القرآن أمام الطفل في كل وقت.
وعندما يصبح في الرابعة من العمر أو الخامسة يمكن إلحاقه بأحد دور تحفيظ القرآن الكريم.