غرس القيم الدينية والتربوية وبناء الإنسان

لماذا تكرهيني يا أمي!

Neden benden nefret ediyorsun anne!

سؤال قد ينزل كالصاعقة لمن في قلبها ذرة رحمة، قد تتفاجئ الأم عندما يقول لها ولدها لماذا تكرهيني يا أمي!، نعم هناك تصرفات تصدر من الأم لا يمكن فهمها إلا إنها كره دفين تجاه هذا الأبن أو الابنة، فلماذا تفعلي ذلك؟ هل هي مشاكل نفسية تعرضتي لها سابقا، أم إنك حقا تكرهي ولدك! لماذا انجبيه إذا!.

لماذا تكرهيني يا أمي!

كان لي صديق مرح بشوش الوجه عطوف، يحب الجميع ويساعدهم ولا يبخل على أحد، ولكنه على الرغم من ضحكاته العالية كنت أشعر ثمة شيء ما بداخله، غصة في قلبه تأبي أن تخرج.

كنت ألاحظ إنه يأتي لمنزلي كثيرا يتجاذب أطراف الحديث مع أمي، وعند الانصراف يدعو لها، كنت اتعجب من هذه التصرفات، فكان يحب البقاء معها أكثر مني، كان يردد دائما انت محظوظ بوالدتك.

وأنا أعلم أن ام صديقي هذا على قيد الحياة، فتسلل الفضول إلى داخلي، وقلت له لماذا، فانفجر باكيا وقال لديك أم تحبك أما أنا فأمي لا تحبني، لم أشعر قط إنها تحبني منذ طفولتي وحتى الآن.

لا اعرف ما هو شعور الأم تجاه ولدها، لا أعرف طعم الاحتضان والاحتواء والحب، أنا حرمت من كل هذا وأمي على قيد الحياة، ابحث عنها بين أمهات اصدقائي لعلي أحظى بدقائق من هذا الحب حتى وان كان مزيفا.

اتق الله في ولدك

لماذا يصل التفكير بشاب أو فتاة إلى هذه الدرجة، لماذا يبحث عن الحب في الخارج، هل من المعقول أن يكون لديه أمًا ومحروما منها! ومن هو المتسبب في هذا الشعور السيء، والانجراف العاطفي، لا شك الأم هي السبب الأول في كل شيء، فكل تصرف تقومي به تجاه ابنك يزرع فيه سلوكا وشعورا لا تمحوه الأيام ولا السنون.

فاتق الله في ابنك يا مدعية الفضيلة، لا تقولي إنك مربية فاضلة وانت جاهلة بأدنى أساليب التربية، لا تنتظري منه حبا وحنانا وتقولي أنا أمه وانت لا تعرفي معنى الأمومة.

أي أفعال وجرائم ارتكبتيها في حق طفولته صنعت منه إنسانا بائسا هشًا ضعيفا إلى هذا الحد، تسببتي في تدمير شاب وفي تدمير أجيال قادمة على يديه بسبب رعونة تصرفاتك.

لا تنتظري منه حبا ما لم تقدميه له، لا تنتظري منه ودا ما لم تقومي به أنت أولا، لا تنتظري منه تقديرا وخوفا عليكي فهو لم يشعر قط بخوفك عليه، ارجوكي لا تلقي عليه اللوم والاتهامات فأنت السبب في كل شيء.

نصائح للأمهات الغافلات

أعلمي أيتها الأم أن كل ما يقوم به أبنك ويشعر به هو نتاج أفعالك معه، فكوني حريصة كل الحرص في تعاملك مع أبنائك كافة، وفيما يلي أقدم لكي بعض النصائح حتى لا تخسري أحد أبنائك:

  • اجعلي ابنك وابنتك يشعرون بحبك تجاههم، سواء بالكلام الطيب أو بالهمسات والقبلات والاحضان لا تبخلي عليهم بمشاعرك.
  • ابنك لا علاقة له بما يحدث لك من المجتمع الخارجي والضغوط التي تعيشينها.
  • ابنتك لا علاقة لها بمشاكلك مع والدها فلا تنتقمي منها.
  • ابنك لم يختار شكله فلا تعاقبيه عليه، لا تظهري حبك لأخيه لأنه أجمل وأوسم، او حتى أفضل دراسيا.
  • مشاكلك الاجتماعية مع زوجك ومديرك في العمل أو والدتك لا علاقة لأبنائك بها، فلا تصبي غضبك عليهم.
  • عاقبيهم على قدر الخطأ عقاب تهذيب وتأديب لا ذل وانتقام وتفريغ غضب.
  • لا تفرقي بينهم في المعاملة حتى القبلة يجب أن يتساوو جميعا فيها، فلا تزرعي الحقد والضغينة بين الأخوة وتعودي لتبكي وتشتكي.
  • قدمي لهم سبل الرعاية والاهتمام هذا واجب عليك لا فضل منك.

لماذا تكرهيني يا أمي! هي كارثة كبري ومصيبة عظمى حينما يشعر الطفل بذلك أو يتلفظ به، والأسوء عندما يكبر بهذا الشعور المخيف بداخله، فكيف سيحيا ويعيش حياته، فأعلمي رعاك الله أن أطفالك أمانة بين يديك، حافظي عليها إلى أن يتسردها الله، لا تلوثي قلوبهم بالحقد والضغينة، لا تشوهي أنفسهم بالهموم والأحزان، كوني مصدر الأمن والسعادة لهم، لا تكوني مصدرا للهم والأحزان.

Facebook
WhatsApp
Twitter
Pinterest
Reddit
Telegram
Email
Print

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top