غرس القيم الدينية والتربوية وبناء الإنسان

المدونة

حفظ حقوق الأطفال

المدونه

حفظ حقوق الأطفال

حفظ حقوق الأطفال

حفظ حقوق الأطفال أحد الأهداف الرئيسية التي سعي إليها المربين، بعد تفسير وإتباع تعاليم الدين القويمة التي ولدت قيم ومفاهيم مختلفة.

حفظ حقوق الأطفال، فلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كملّه الله عز وجل خلقا وخُلقا ومن ذلك الأخلاق العظيمة مع الأطفال وعنايته بهم ورعايته لهم ونجمل ذلك في نقاط:

  • الاولى: تواضعه معهم بالسلام عليهم و مزاحه معهم كما داعب أخا لأنس يقال له أبو عمير وقد طار طير له فوجده النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال له مداعبا: «يا أبا عمير ما فعل النغير».
  • وكذلك الدعاء لهم والمسح على رؤوسهم وخدودهم ما يدل على ملاطفته صلى الله عليه وسلم لهم.
  • الثانية: الحرص على تعليمهم العقيدة وغرسها في نفوسهم وتثبيت حفظ دين الله في قلوبهم وأعمالهم.
  • قال لابن عباس رضي الله عنهما: « يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا استعنت فاستعن بالله واذا سألت فاسأل الله
  • الثالثة: حملهم على الآداب العظيمة والاخلاق الفاضلة: فمن ذلك ما علمه لاحدهم بقوله عند الطعام« يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك.
  • الرابعة: احترامهم وحفظ حقوقهم ومن ذلك لما أتي للنبي صلى الله عليه وسلم بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام:« أتأذن لي أن أعطي هؤلاء..».
  • انظر الى هذا الاستئذان الذي يدل على احترام وتواضع وحفظ الحقوق. وبهذه الأخلاق الطيبة والتعامل الحسن إن تقيدنا بها يخرج لنا جيل يستمسك بالهدي النبوي ويحافظ على دينه ويحب اسلامه فالنبي صلى الله عليه وسلم مدرسة عظيمه، فلو تتبعنا سنته وهديه فيما يتعلق بالأطفال لطال المقال والمقام ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

لقد حرص رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء تعامله اللطيف مع الأطفال على احترامه لنفوسهم وذواتهم، وحرصه على توصيل أفضل المفاهيم إليهم بأبسط الوسائل وأقومها، ولا يعنفهم، فيحكي لنا أحد الأطفال هذا الموقف له مع محمد صلى الله عليه وسلم وهو عبدالله بن عامر فيقول: «دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطك، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرا. فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئا لكتبت عليك كذبة».

فهو يحذرها من أن تكذب على الصبي أو تستهين بمشاعره، ولو أن تقول له تعال أعطك شيئا، ثم لا تفعل.

كما كان صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال حتى في طرقاته، يقول يعلى بن مرة: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم على طعام، فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه ليأخذه فطفق الغلام يفر هنا ويفر هنا، ورسول الله يلاحقه ويضاحكه، بل كان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن علي فيقعدهما على فخذه كل على ناحية ثم يضمهما ويقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما».

وحتى في لحظات الصلاة جاءته أمامة بنت ابنته زينب، فحملها في صلاته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها.

وحين يرى صلى الله عليه وسلم على الأطفال ما يستوجب التقويم والتعديل، فإنه يتعامل معهم برفق دون تأنيب أو صراخ فكانت هذه التربية سببا في إخراج جيل قيادي قادر على التصرف في الأزمات وإدارة المعارك وتحقيق الانتصارات.

اقرأ المزيد عن: فن تربية الأطفال وفق تعاليم الدين الإسلامي

حفظ حقوق الأطفال

لقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في تقديره للأطفال مذهبا بعيدا في مجتمع كان لا يقيم للصغار وزنا، فكان يجلس أحدهم عن يمينه، وهذا يجعله أحق بالتقديم من كبار القوم، يقول سهل بن سعد الساعدي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدا».

لقد راعى محمد صلى الله عليه وسلم الأمرين معا، راعى حق الطفل واستأذنه، وراعى حق الكبار فطلب من الصغير أن يتنازل لهم، فلما أصر على موقفه، لم يعاتبه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو يعنفه، بل أعطاه حقه.

كما حاول صلى الله عليه وسلم أن يربي الأطفال عبر تعاليمه وسلوكه على معاني الرجولة والمروءة منذ صغرهم، فكان يعطي الأطفال جرعات متدرجة من تلك المعاني عبر المواقف المتناثرة والمتفرقة، فكان ربما أجلس بعض الغلمان كعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر في مجلسه ومع أصحابه ليتعلموا وينضجوا، فيحكي عبدالله بن عمر فيقول: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمار، فقال: إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هي النخلة».

وعلم عبدالله بن عباس وهو غلام صغير كان يردفه خلفه على دابته معان عظيمة بكلمات بسيطة مفهومة، فقال له: «يا غلام احفظ الله يحفظك.. » إلى آخر الحديث.

فكان لهذه التربية الأثر الكبير في تنشئة هذا الجيل الذي قاد العالم بأسره، وكتب الله على يديه النصر والتمكين.

وأما يفعله بعض الناس من معاملة الصغار من بنين وبنات حيث يعاملهم بالقسوة والشدة، وإذا دخلوا المجلس انتهرهم وقال اذهبوا، وربما قام فزعا من المجلس كأنما لدغ، من أجل أن يحملهم ويبعدهم عن المجلس فهذه معاملة قسوة لا تنبغي إطلاقا، وإذا قال اخشى أن يحدثوا ضوضاء أو ضجة أو ما أشبه ذلك، قلنا انتظر حتى يحصل هذا وربما يروق لبعض الحاضرين أن يسمعوا الضجة والكلام الذي يحتمل من مثل هؤلاء الأطفال، وختاما فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المعاملة للأطفال هدي رحمة ورأفة ورقة صلوات الله وسلامه عليه، راعى فيه جميع المصالح، فكان مثالا وقدوة للمربين، فكان لزاما على جميع المربين أن يضعوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة نصب أعينهم في تنشئة أجيالهم، والله الموفق.

تناقض ينتج عن رغبة الوالدين في منحهم الثقة في النفس مع إصرار على اتباع وجهة نظرهم

حفظ حقوق الأطفال

الأهل يقومون أحيانا بعكس ما يقولون في بناء شخصيات أبنائهم: نحاول تعزيز استقلاليتهم.. وكلمتنا يجب أن تكون مسموعة

أن يكون لأبنائنا شخصية مستقلة تنبع من ثقتهم بأنفسهم امر نتمناه جميعا ونردده دائما امامهم الا اننا وبكثير من الاحيان نقوم بما لا يعزز لديهم هذه الحالة وانما ايضا نمارس عكس ما يمكن ان يحقق استقلالا في شخصياتهم وثقة بانفسهم.

ولعل الاهل هم العنصر الاساسي في ذلك وعليهم تقع مسؤولية النشأة التي ينشأ عليها أبناؤهم وفقا لطريقة التربية وطريقة التعامل معهم منذ الصغر اذ احيانا نظن ان اتباع الشدة والصرامة وفرض رأينا عليهم باسلوب قمعي هو الطريقة الصحيحة كوننا آباء ويجب ان تكون كلمتنا مسموعة دون ان ندرك ان ذلك يولد عند الطفل شخصية ضعيفة وغير متماسكة.

ولفت الى ان الكثير من الاباء اليوم لا يتعاملون مع ابنائهم بأسلوب قمعي ولكن هذا لا يعني ان يغيب عنصر المراقبة والمتابعة دائما لانه لابد من معرفة ما يقوم به الطفل لتقويم الخلل في حال وقع في تصرفاته كي لا يصبح الخطأ عنده عادة دون متابعة او تقويم.

انه لا شك ان الاطفال يحتاجون الى التوجيه والتعليم ولكن ليس الى الشدة والصرامة وإلاغاء شخصيتهم وكأنهم عليهم الطاعة العمياء، بل ان التوجيه يتم عبر تبادل الاراء واستخدام عنصر الاقناع في التعامل مع الطفل وتقديم الاسباب والمسببات والنتائج لكل أمر غير مناسب يرغب في القيام به.

لا شك ان مرحلة الطفولة هي من اهم مراحل نمو الإنسان وهي التي يتم فيها صقل شخصية الطفل من خلال معرفة الوالدين لطرق التربية الصحيحة التي تنتج طفلا مهيأ بشكل تام لركب مرحلة المراهقة التي عادة ما تكون مرتبطة بشكل كلي بمرحلة الطفولة من حيث حسن السلوك او حسن التصرف او ثقته بنفسه

فبهذا الفعل يجعل الابن معتمدا وواثقا من نفسه لأنه بذلك تعلم إبداء الرأي ومارس الاختيار وفي الوقت نفسه تعلم الانضباط ومقاومة رغباته.

شارك

الوسوم

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top